الجمعة، 17 يناير 2014


موتُ أب


وماتَ أبِي ..
وفنجانُ قهوتهِ المسائيةُ
لم يُشرَبِ .
أمُتَّ أبِي ؟
كيفَ ؟ ، قُل لي
ومازِلتَ بِي
وأركانُ بيتِكَ لم تبكِ
ولم تعتبِ
أمات أبوكَ ؟
وأهُزُّ رأسي،يا أرضُ
لدموعِي .. اجذِبي واجذِبي
أماتَ أبوكَ ؟
أهُزُّ رأسي ، وعيناي تراكَ
ولم تستوعِبِ
أماتَ أبوكَ ؟
هراءٌ هراءْ
إنِّي أشُمُّهُ ، أسمعُهُ ، وأراه
وكلُّ جارحةٍ فِيَّ
لا تكذِبِ
أماتَ أبوكَ ؟
وأهُزُّ رأسي ، أبايَ مسافِر
ولم يذهَبِ
أخبارُ السياسةِ يسمعها
في كلِّ يومٍ أبِي
هنا ، كان يجلس
تلكَ القديمةُ ، سيَّارتُهْ
هنا كانَ يطحنُ بُنَّ قهوتِهِ
هنا كان الصباحُ يصلِّي
على وجههِ الطيِّبِ
أبي ، يا أبِي ..
في رحيلِكَ أبدو لهُم رجلًا
ولكنِّي صبي !
صغيرٌ ، أحِبُّ أن أسجُدَ
على صدركَ المتعبِ
أحِبُّ صوتَكَ
أُحِبُّ كلامَكَ
أُحِبُّ قلبكَ
ولحنَ نبضِكَ المُذهَّبِ
أحِبُّ أبِي ..
و أودُّ لو لأمي أقولُ 
أنِّي أريدُ أبي
أبي كان إنجيلَ حبٍّ 
وريحَ نبِي
أبي كانَ روحًا قدسِيةً
وشمسَ شروقٍ معَ
المَغرِبِ
رفيقُ رمضانَ أسميتُهُ
فصيامُ الشهرِ 
لم يُكمِل أبِي ..
فتحتُ بابَ الصيفِ ، في
كلِّ الفصُول 
ففي آبَ لا بُدَّ يأتِي
أبِي ..
أبِي بِدونِكَ الدارُ
قبرًا ، يشبِهُ شفقَ الغيهبِ
أيا غائبِي
تفتَّق عن عينَيَّ آيةَ حزنٍ
وسورةَ شوقٍ لكَ
تعقِبِ
أيا غائِبِي ...


الخميس، 12 ديسمبر 2013

العملاقُ الناعسْ في أعماقِي , صباحُ الخير
أنتَ تلاحظُ أنني أترنحُ كلما استيقظتْ كي أصِلَ إلى المرآةِ وأقولَ لكَ صباحُ الخيرْ
وأنا ألاحظُ أنّكَ تبتسمُ فقط , تبتسمُ كُلَّ يومْ ...
أنتَ لستَ عملاقًا , في الواقعِ أنتَ صغِير .
أستطيعُ تَخَيُّلَ أنه بإمكانِي أنْ أحملكَ بيداي , أن أُخَبِّئَكَ طويلاً في حُضنِي ولا يراكَ هذَا العالم - كما هوَ الحالْ وأنتَ داخلَ رحِمِي ,
أنتَ لستَ عملاقْ 
ولكنّكَ في أعماقِي عملاقٌ جِدًّا.
إنّكَ حالمْ , حَيْثُ أنّكَ أتيتَ إلى داخِلي لتخرجَ للمجهولْ , لا أعلمُ إن كنتَ ترغبُ في تجربةِ العيش داخل هذا العالمْ أم أنّنِي سأجلِبُكَ إلى هذا الحلمِ رغمًا عنكْ .
إنّكَ حالمْ حيثُ أنَّكَ تنتظرُ الخروجْ .. والحالمونَ يُرْهِقُونني ويُرْهِقونَ هذا العالمَ كثيرًا , وتعلمُ أنَهُ عليكَ أن لا تخاف
" فقط " في داخِلي ...
لذلكَ أنتَ عملاقٌ ناعسٌ الآنْ , ناعسٌ على الدَّوامْ وتبتسمُ فقطْ 
تبتسمُ كثيرًا في أعماقِي ؛ وتنام .
نحنُ ضحايا الموتْ الذينَ لا يجيدونَ الهَرَبَ مِنَ الحياةْ , أنا عاجزةٌ عن ايقافِ الشهورِ وأنتَ بداخلي .. إنّكَ تنمو سريعًا فوق قُدرَتِي على مقاومتكْ , تنمُو وقدمَيْكَ الصغيرتَيْن تريدُ اللَّعِبَ في مكانٍ أرحبْ من رَحِمِي .
حبِيبِيَ الّذي لم يأتِي , الوحيدُ الذي أعلمْ أنّهُ سيُصبحُ حبِيبِي ...
أُمُّكَ تكتبُ لكَ فرطًا من وحدةِ قلبها المكسورِ منَ الوَجدْ , أنتَ صغيرٌ على جعلي أَكُفُّ عن البكاءْ لكنّكَ عملاقٌ جِدًّا في جَعْلِي أبتسمُ إزاءَ ضرباتِ قَدَمَيْكَ اللَّذِيذَتَيْنِ فقط ْ
أشعُرُ بِكَ عندما تتثاءَبْ وتقولُ لي : تُصبِحينَ على خيرٍ أمّي
وأتمنى أن تشعرُ بقبلةِ يدي الطويلةْ وأنا أجيبُكَ : وأنتَ من أهْلِي .
أنا أعلمُ أنَّ الحبْ هوَ ورقةُ الأمانْ لقلبِ أيِّ كائنٍ حَيْ ؛ لذلكَ سأعطيكَ الحُبْ .. كُلَّ الحُبْ.



* أُمَّكَ العذراءْ - التي تحبُّكَ جِدًّا .