الخميس، 12 ديسمبر 2013

العملاقُ الناعسْ في أعماقِي , صباحُ الخير
أنتَ تلاحظُ أنني أترنحُ كلما استيقظتْ كي أصِلَ إلى المرآةِ وأقولَ لكَ صباحُ الخيرْ
وأنا ألاحظُ أنّكَ تبتسمُ فقط , تبتسمُ كُلَّ يومْ ...
أنتَ لستَ عملاقًا , في الواقعِ أنتَ صغِير .
أستطيعُ تَخَيُّلَ أنه بإمكانِي أنْ أحملكَ بيداي , أن أُخَبِّئَكَ طويلاً في حُضنِي ولا يراكَ هذَا العالم - كما هوَ الحالْ وأنتَ داخلَ رحِمِي ,
أنتَ لستَ عملاقْ 
ولكنّكَ في أعماقِي عملاقٌ جِدًّا.
إنّكَ حالمْ , حَيْثُ أنّكَ أتيتَ إلى داخِلي لتخرجَ للمجهولْ , لا أعلمُ إن كنتَ ترغبُ في تجربةِ العيش داخل هذا العالمْ أم أنّنِي سأجلِبُكَ إلى هذا الحلمِ رغمًا عنكْ .
إنّكَ حالمْ حيثُ أنَّكَ تنتظرُ الخروجْ .. والحالمونَ يُرْهِقُونني ويُرْهِقونَ هذا العالمَ كثيرًا , وتعلمُ أنَهُ عليكَ أن لا تخاف
" فقط " في داخِلي ...
لذلكَ أنتَ عملاقٌ ناعسٌ الآنْ , ناعسٌ على الدَّوامْ وتبتسمُ فقطْ 
تبتسمُ كثيرًا في أعماقِي ؛ وتنام .
نحنُ ضحايا الموتْ الذينَ لا يجيدونَ الهَرَبَ مِنَ الحياةْ , أنا عاجزةٌ عن ايقافِ الشهورِ وأنتَ بداخلي .. إنّكَ تنمو سريعًا فوق قُدرَتِي على مقاومتكْ , تنمُو وقدمَيْكَ الصغيرتَيْن تريدُ اللَّعِبَ في مكانٍ أرحبْ من رَحِمِي .
حبِيبِيَ الّذي لم يأتِي , الوحيدُ الذي أعلمْ أنّهُ سيُصبحُ حبِيبِي ...
أُمُّكَ تكتبُ لكَ فرطًا من وحدةِ قلبها المكسورِ منَ الوَجدْ , أنتَ صغيرٌ على جعلي أَكُفُّ عن البكاءْ لكنّكَ عملاقٌ جِدًّا في جَعْلِي أبتسمُ إزاءَ ضرباتِ قَدَمَيْكَ اللَّذِيذَتَيْنِ فقط ْ
أشعُرُ بِكَ عندما تتثاءَبْ وتقولُ لي : تُصبِحينَ على خيرٍ أمّي
وأتمنى أن تشعرُ بقبلةِ يدي الطويلةْ وأنا أجيبُكَ : وأنتَ من أهْلِي .
أنا أعلمُ أنَّ الحبْ هوَ ورقةُ الأمانْ لقلبِ أيِّ كائنٍ حَيْ ؛ لذلكَ سأعطيكَ الحُبْ .. كُلَّ الحُبْ.



* أُمَّكَ العذراءْ - التي تحبُّكَ جِدًّا .